التحقيق و علم النفس الجنائي



التحقيق وعلم النفس الجنائي

علم الإجرام
   
يعرّف علم الإجرام Criminology بأنه العلم الذي يدرس الجريمة من الوجهة الواقعية، بوصفها ظاهرة فردية اجتماعية، دراسة علمية، للكشف عن العوامل التي تسبب تلك الظاهرة. ويتناول هذا العلم بالتالي دراسة شخصية المجرم لبيان الأسباب التي دفعته إلى الإجرام، ويهتم ببيان خصائص المجرمين والتوصل من وراء ذلك إلى تصنيفهم. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتناول علم الإجرام أيضاً دراسة أفراد آخرين يكونون في حالة خطرة تنذر بوقوعهم في الجريمة مستقبلاً.
    وفي تعريف آخر، إن علم الإجرام هو علم دراسة الانحراف بحثاً عن أسبابه وأصله ووسائله ونتائجه. ويضيف بعض المحدثين إلى التعريف السابق القول إن علم الإجرام لا يهتم بالجرائم فقط، بل يهتم كذلك بضحايا الجرائم والاعتداءات[[1]].
    ويحتل علم الإجرام مكانة عالية من الأهمية لما يقدمه من فوائد وخدمات في مجالات الدراسات المتصلة بالجريمة. وتبرز هذه الفوائد واضحة في الوصول إلى فهم للمجرم والجريمة والضحية، أو المجني عليه. كما تبرز في تسويغ العقوبة ومعرفة ارتباطها بحالات الإجرام أو أشكاله.
    يضاف إلى ذلك أن علم الإجرام يقدم وقائع لازمة إلى أجهزة القضاء والعدالة الجزائية (أو الجنائية) والعدالة العقابية والسياسة التي تنطلق منها العدالتان. والوقائع التي يقدمها علم الإجرام ضرورية للمشرع الجزائي، والقاضي الجزائي، وممثل النيابة العامة، ولجميع أطراف الدعوى الجزائية (الجنائية) وفيهم المحامي. وهي مفيدة كذلك لرجل الشرطة والأمن ومن يضطلع بتنفيذ الأحكام الجزائية المختلفة من عقوبات وتدابير احترازية أو تدابير إصلاحية[[2].

علم النفس
  
لعلم النفس Psychology تعريفات عديدة. فهو الدراسة الأكاديمية والتطبيقية للسلوك، والإدراك والآليات المستبطنة لهما- وفقاً لـ" ويكيبيديا"- الموسوعة الحرة.ويقوم علم النفس عادة بدراسة الإنسان لكن يمكن تطبيقه على غير الإنسان أحيانا مثل الحيوانات أو الأنظمة الذكية.تشير كلمة علم النفس أيضا إلى تطبيق هذه المعارف على مجالات مختلفة من النشاط الإنساني، بما فيها مشاكل الأفراد في الحياة اليومية ومعالجة الآمراض العقلية.
   بعبارة أخرى،علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني ولتوافقه مع البيئة.وهو العلم الذي يدرس جوانب نشاط الإنسان،الذي لا يعيش في فراغ وإنما يعيش في بيئة من الناس والأشياء، ويسعى لإشباع حاجاته العضوية والنفسية،وخلال سعيه تعترضه عوائق مادية وإجتماعية.ويهتم علم النفس بدراسة الظواهر النفسية بناحيتيها الداخلية- الذاتية، والخارجية –الموضوعية، مندمجة في وحدة متكاملة، وهي عدة الإنسان، وأداته في التكيف مع بيئة .
   وبما ان علم النفس هو الدارسة العلمية للسلوك،فأنه، من هذا المنطلق يصف السلوك، كما يحاول تفسير وتوضيح أسباب السلوك( لماذا يحدث ؟ ).من هنا،فأن موضوع علم النفس هو الإنسان، من حيث هو كائن حي يرغب، ويحس، ويدرك، وينفعل، ويتذكر، ويتعلم، ويتخيل، ويفكر، ويصبر، وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه.وعلم النفس هو ذلك العلم الذي يحاول الكشف عن القوانين والمبادئ التي تفسر العلاقات الوظيفية القائمة بين العوامل المتفاعلة والمتدخلة في أي موقف سلوكي. وهو في ذلك يهدف إلى فهم السلوك والتحكم فيه والتنبؤ به. وكذلك تطبيق المعرفة السيكلوجية على المشكلات الإنسانية لمحاولة حلها..
   خلاصة القول: علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية. ويمكن تعريفه بأنه الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه.ويُعرفُ أيضاً بأنه الدراسة العلمية للسلوك الإنساني ولتوافقه مع البيئة.
   ويدرس علم النفس –كما أسلفنا- السلوك الإنساني. والسلوك يتكون من: مثير واستجابة.والمثير أو المنبه هو أي عامل خارجي، أو داخلي يثير نشاط الكائن الحي، أو نشاط عضو من أعضائه، أو يغيره أو يكفه .
    والمنبهات الخارجية تنقسم الى: منبهات فيزيائية – اجتماعية. أما المنبهات الداخلية، فتنقسم الى : فسيولوجية – نفسية .
   ويسمى مجموع المثيرات: موقف .
    أما الاستجابة فهي  كل نشاط يثيره منبه أو مثير( أنواع الاستجابات: حركية – لفظية – فسيولوجية – انفعالية – معرفية – الكف عن النشاط) .
السلوك: يكون في الغالب مجموعة من الاستجابات.
   ويدرس علم النفس ثلاثة أوجه من النشاط :
1 – السلوك الحركي واللفظي 
2 – النشاط العقلي
3 – النشاط الوجداني

السلوك أداة تكيف مع البيئة
    
أسلفنا بأن علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني ولتوافقه مع البيئة.والمقصود بالبيئة  مجموعة العوامل الخارجية– خارج وحدات الوراثة – التي تؤثر في الكائن الحي، نموه، ونشاطه، منذ تكوينه حتى نهاية حياته. وتكون إما مادية أو بيولوجية أو اجتماعية .البيئة الواقعية (المحيط) هي كل ما يحيط بالفرد من عوامل مادية واجتماعية، سواء أثرت في الفرد أم لم تؤثر فيه.والبيئة النفسية (المجال) هي البيئة كما يدركها الفرد ويتأثر بها . وهي التي يهتم علم النفس بدراستها .
   التكيف : التكيف عند علماء النفس  هو محاولة الفرد إحداث نوع من التواؤم بينه وبين البيئة المادية أو الاجتماعية إما عن طريق الامتثال للبيئة أو التحكم فيها أو إيجاد حل وسط بينه وبينها .
   التوافق فكرة أساسية في علم النفس: إذا نجح الإنسان في التكيف مع بيئته المادية والاجتماعية سمي (متوافق) ،وإذا لم ينجح كان (غير متوافق ) وقد يكون عدم التوافق سوء توافق اجتماعي أو سوء توافق مهني أو تعليمي ..


موضوعات علم النفس و أهدافه
 موضوعات علم النفس
1- الدوافع. 2-الانفعالات. 3- النضج. 4- الإدراك. 5- التعلم. 6- التذكر والنسيان. 7- التفكير. 8- الشخصية. 9-  الفروق الفردية والذكاء. 10-  اضطرابات السلوك وعلاجها.

أهداف علم النفس
1 – فهم السلوك وتفسيره
2 – التنبؤ بما سيكون عليه السلوك
3 – ضبط السلوك والتحكم فيه وتعديله وتحويره وتحسينه.

علم النفس الجنائي

ظهر علم النفس الجنائي Criminal Psychology كفرع تطبيقي لعلم نفس الشواذ وأخذ يدرس أصل الجريمة وطبيعتها باعتبارها نوعا من السلوك المنحرف المضاد للمجتمع، كما اهتم بدراسة شخصية المجرم من حيث تكوين شخصيته والأسباب التي تدفعه إلى الإجرام، كما اهتم هذا العلم بأنجح الوسائل في علاج المجرم وإصلاحه و ملاءمة العقوبة لشخصيته والجريمة التي ارتكبها.
   ويمكن تلخيص اهتمامات علم النفس الجنائي في النواحي التالية:
* اكتشاف الجريمة وتحديد المجرم على أساس علمي إنساني يحقق العدالة والرحمة.
* دراسة السلوك الإجرامي من حيث أسبابه ودوافعه الشعورية واللا شعورية مما يساعد على فهم شخصية المجرم ووضع العقاب والعلاج المناسب.
* دراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي تهيئ للجريمة وتساعد عليها.
* تصنيف المجرمين طبقا لأعمارهم وجرائمهم وحالاتهم النفسية والعقلية بقصد تحديد أنواع الرعاية والإصلاح بالنسبة لكل منهم.
* دراسة شخصية الشهود ورجال القضاء ومنفذي القانون.
* تتبع المجرم بالدراسة والرعاية بعد انتهاء مدة العقوبة حتى لا يعود للجريمة مرة أخرى[[3]].
   بإختصار،يبحث هذا المساق في دراسة العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية والبيئية للسلوك الجنائي ونفسية القاضي والادعاء العام والمحقق والمتهم والمجني عليه والشاهد والمحامي ثم الوسائل النفسية الحديثة في التحقيق واختلالات الغرائز وخاصة الجنسية والعقلية والتخلف النفس والعقلي وعلاقتها بالسلوك الجنائي واثر العلل والأمراض النفسية في المسؤولية الجنائية.
    وبتوضيح أبسط،نقول ان علم النفس الجنائي يبحث عن العنف وأنواعه، و يدرس أصل الجريمة وطبيعتها باعتبارها نوعا من السلوك المنحرف المضاد للمجتمع، كما يهتم بدراسة شخصية المجرم من حيث تكوين شخصيته والأسباب التي تدفعه إلى الإجرام، كما يهتم هذا العلم بأنجح الوسائل في علاج المجرم وإصلاحه و ملاءمة العقوبة لشخصيته والجريمة التي ارتكبها ويدرس شخصية المعتدى عليه وأعراض الاعتداء وطرق تشخيصها وطرق التعامل مع المعتدى عليه [[4]].



التفسير الأجرامي

    يضع الدكتور جلال الجابري التصور التالي للتفسير الإجرامي:
1-التفسير البيولوجي والفيزيائي
    من الناحية البيولوجية فان اتجاه الفرد نحو الجريمة يلزمه الأستعداد الفطري لهذا العمل.وان هذا الأستعداد موروث في الفرد.أما من الناحية الفيزيائية فلابد من مطابقة المجرم لنوع العمل الأجرامي من حيث شكل الجسم، كفاءة أجهزة الجسم ،إستعداد الجهاز العصبي، الغدد، الهرمونات للقيام بمثل هذا العمل. ولذلك يجب التسليم بحقائق أهمها:
أ‌-       ان السلوك الأجرامي ينتقل من شخص الى اَخر ومن جيل الى جيل، كما تنتقل باقي الصفات الوراثية العضوية.
ب‌- ان الفروق الوراثية والتكوينية بين الأفراد يتم تفسيرها في فروق سلوكية نفسية بينهم،أي ان الجسم الذي يولد به الشخص والصفات التكوينية التي يولد بها هي التي تحدد سلوكه.

2- التفسير النفسي للسلوك الأجرامي
    يقوم هذا التفسير على ان الخلل يعود الى  وجود خلل او أضطراب في التكوين النفسي للشخصية، الذي يترجم الى أشكال أخرى من الأنحراف السلوكي، مع الأخذ بنظر الأعتبار عوامل تكوين شخصية الفرد، وكذلك العوامل الأجتماعية المؤثرة في علاقته بالآخرين.

3-التفسير الأجتماعي النفسي للجريمة
    يقوم هذا التفسير بإيعاز أسباب الجريمة للمجتمع، وكذلك للظروف البيئية المحيطة، والتي يتأثر بها الفرد سواء بشكل مباشر، مثل العوامل الأقتصادية في النظام الأقتصادي القائم،أو غير مباشر.

4-التفسير الحضاري
   يعزي أسباب الجريمة الى صراع حضاري، كذلك فان طرق ارتكاب الجرائم تتناسب ونوع الحضارة القائمة بحيث نجد ان المجرمين غالباً ما ينتمون لطبقة معينة في المجتمع.

تصنيف المجرمين

أولاً- مجرمون لأسباب عضوية( موروثة أو مكتسبة):
1-    مجرمون مصابون بالصرع.
2-    مجرمون ضعاف العقل.
3-    مجرم ذهاني نتيجة أسباب عضوية.
ثانياً- مجرمون لأسباب نفسية او عقلية وظيفية
1-    مجرم ذهاني لأسباب نفسية وظيفية.
2-    مجرم سايكوباثي.
3-    مجرم عصابي.
ثالثاً- المجرمون لأسباب إجتماعية:
1-    مجرمون فاسدي الأخلاق.
2-    مجرم حضاري.
3-    المجرم العرضي او الموقفي.



الأستفادة من دراسة علم النفس

تساعد دراسة علم النفس على فهم الشخصية الأنسانية والسلوك الناتج عنها.كذلك الدوافع والمكونات المختلفة، وكذلك المؤثرات الذاتية الموضوعية التي أنتجت مثل هذا السلوك.فإذا قام التحري على أساس علمي مدروس، وعلى الفهم السليم لشخصية الأنسان،وكذلك إستجاباته المختلفة تبعاً لتكوينه وتبعاً للمواقف والظروف التي مرت بها، فان هذا يساعد رجال الشرطة على سهولة كشف ملابسات الجريمة ومعرفة أبعادها.لذلك لابد ان يكون التحري قائماً على الأسس العلمية التالية:
1-    تأريخ حياة الأشخاص:نبذة مختصرة عن طرق تعاملهم مع أفراد أسرهم وأزواجهم وجيرانهم، كذلك زملاء العمل.
2-    تحيد إتجاهات التعامل من حيث السلب او اليجاب مع كل من سبق.
3-    تحديد أنماط سلوكهم:هل هو عدواني أم مسالم أم يقوم على الغش، المراوغة،الصدق،التعاون، وغيره.
4-  الحالة النفسية والمستوى العقلي:من وجهة نظر الناس الذين يتعاملون معهم.كذلك معرفة الأمراض العقلية وحالات الشذوذ ان وجدت لديهم.
5-    العلاقة بالجنس الآخر:هل هي عادية أم منحرفة وغير مشروعة.
6-    الأهتمامات والميول:والكيفية التي يمارسونها بها.
7-    أوقات الفراغ وكيف يقضونها.
8-    نوع صداقاتهم.
9-    السمعة العامة وسط زملاء العمل.
وهذه المعلومات يجب على ضابط المباحث جمعها دون تحيز، مع مراعاة التضليل في هذه التحريات او الدوافع الكيدية، فان مثل ذلك يساعد المحقق في إجراء تحقيق عادل ونزيه وبأسلوب علمي وحضاري[[5]].
مهمة الطبيب النفسي
    
يدرس علم النفس القضائي العوامل المؤثرة في عملية التحقيق والحكم (العوامل المؤثرة على المدعين ،المتهم ،الشهود،القاضي ،الرأي العام ). أما علم النفس الشواذ: فيتناول السلوك الشاذ، وتحديد العوامل الوراثية المسببة له، كما يقدم تقويماً للسلوك الشاذ على أساس العصاب والذهان وكذلك تعريف الطالب بمشاكل التكيف والاضطرابات النفسية والعقلية، وطرق تشخيصها وعلاجها.
   في التحقيق والتحري لخدمة العدالة يلعب الطبي النفسي دوراً مهماً من خلال ما يقوم به.
     يقوم الطبيب النفسي بعملية تقويم، وتسمى أيضا تقييم المتهم المشكوك في قواه العقلية.فيتعين عليه أن يكون حريصا على اتباع الخطوات السليمة في تلك العملية، واضعا كل جهده لخدمة الغرض من هذه العملية، وهي الوصول إلى استنتاج دقيق لحالة المتهم العقلية وقت حدوث الجريمة.
   يستعرض الدكتور يوسف التيجاني- أخصائي الطب النفسي، مستشفى الطب النفسي الجديد- بعض النقاط التي يجب أن يتبعها الطبيب المُقيمُ كي لا يفوته شيئاً:
1- يراجع كل ملفات القضية، وبضمنها تقارير الشرطة، وما أدلى به الشهود أثناء التحقيق. فإن لم يعثر على ما يريد، عليه أن يطالب القاضي به. ويتضمن ذلك تقرير الطبيب العدلي في تشريح الجثة إن وجد.
2- يراجع تاريخ المتهم المرضي، وكل ملفاته القديمة، إن كان قد دخل المستشفى أو المصحة، أو كان قد عولج في إحدى المستشفيات.
3- مقابلة دقيقة للمريض وتقييم الحالة العقلية الراهنة.
4- الاستعلام من المتهم عن قدرته على تمييز الخطأ من الأعمال أو تقديره.
5- الاستعلام من المريض عن وضعه أثناء حدوث الجريمة، وهل كان باستطاعته التراجع ومسك النفس، أي تقييم قوة الدافع و إمكان مقاومته.
6- تفصيل الحادث كما وقع من وجهة نظر المتهم. وهذا يشمل تفصيلا كاملا عن كل خطوة عملها المتهم ابتداء من يوم أو يومين قبل وقوع الجريمة. هذه التفاصيل تشرح ما كان يفكر به وما تناوله من طعام وشراب وكيف نام وكيف صحا وهل أخذ مسكرا أو مخدرا، حتى شرب القهوة يجب أن يستفسر عنه.
7- قد تكون هناك حاجة إلى الاختبارات النفسية أو فحصا للجهاز العصبي[[6]].

الدلائل المعتمدة في تقييم المرض العقلي

يشير الدكتور يوسف التيجاني إلى بعض العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الطبيب النفسي عند تقييمه لحالة المتهم العقلية:
1- أولا وقبل كل شيء يجب أن يكون هناك تشخيص لمرض عقلي. فبدون وجوده لا معنى لكل ما يقال بعد ذلك.
2- التأكد من وجود المرض العقلي خلال وقوع الجريمة. والحصول على معلومات عن الضلالات والأوهام والهلوسة واضطرابات المزاج، أثناء الفحص النفسي وخلال وقوع الجريمة.
3- وجود غاية أو دافع معقول للجريمة، مثل دافع مادي أو انتقام أو شهوة جنسية. وعدم وجود غاية أو دافع للجريمة يرجح كفة المرض العقلي كمحرك أساسي للجريمة.
4- إن كان هناك تخطيط وإجراءات تحضير للجريمة قبل وقوعها، فإن ذلك قد يدل على عدم احتمال المرض العقلي كسبب للجريمة.
    ولكن يجب أن نكون على حذر من هذا الاستنتاج لأنه في كثير من الأحيان يكون باستطاعة المريض النفسي أن يخطط للجريمة، ويحضر لها مع عدم قدرته على معرفة أن ما يفعله خطأ. أي قد يكون في إمكان المريض أن يخطط لجريمة معقدة، وهو لا يزال تحت تأثير أوهام وهلاوس مرضية.
5- التحري عن دلائل على اعتلالات مرضية نفسية قبل أيام من وقوع الحادث.
6- تفهم مفصل عن كيفية تسلسل أفكار المتهم ونوعيتها وسلوكه قبل الجريمة وأثناءها وبعدها.
7- دلائل على وجود أي نوع من أنواع السلوك المضطرب غير المألوف.
8- هل كانت هناك محاولات للهرب أو إخفاء معالم الجريمة؟
    القيام بمثل هذه الأعمال تدل على أن المتهم يعلم أن ما يفعله خطأ يعاقب عليه القانون.
9-التحري عن السوابق الإجرامية للمتهم.
10-التحري عن تاريخ المتهم الطبي النفسي، ومراجعة ملفاته الطبية السابقة.
11- إن وجد للمتهم تاريخ طبي، هل كانت الأوهام والهلاوس من نفس النوع والمحتوى كما هي موجودة عند المتهم حاليا أو أثناء حدوث الجريمة؟
12- اختبار مقدرة المتهم على التراجع و مسك النفس ساعة وقوع الجريمة
13- وأخيرا وهي أهم نقطة في موضوع بحثنا، هل كانت عدم مقدرة المتهم على تقدير عمله كصحيح أم خطأ ؟ و هل كان عجزه عن التراجع بسبب مرضه العقلي ؟...[[7]].



[1] - الموسوعة العربية،المجلد الأول، العلوم القانونية والاقتصادية، القانون، الإجرام (علم-).
[2] - محمد رياض الخاني، مبادئ علمي الإجرام والعقاب،مطبوعات جامعة دمشق 1982-1983.
[3] - علم النفس الجنائي،"ويكيبيديا"- الموسوعة الحرة.
[4] - الموسوعة العربية،المجلد الأول، العلوم القانونية والاقتصادية، القانون، الإجرام (علم-).

[5] - جلال الجابري،الطب الشرعي القضائي، مصدر سابق،ص 74-77.
[6] - القانون و الطب النفسي الشرعي (2) (المرض العقلي)، إعداد: د. يوسف التيجاني، شبكة العلوم النفسية العربية، مجلة "الطب النفسي"- أبو ظبي،العدد السابع،مارس 1999
[7] - القانون و الطب النفسي الشرعي (2) (المرض العقلي)، إعداد: د. يوسف التيجاني،المصدر نفسه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اوامر قاضي التحقيق في قانون الاجراءات الجزائية الجزائري

المسؤولية المدنية